العلاقة بين المخترع والمجتمع تبدأ بطلب براءة اختراع

No Image

م.عبدالله بن إبراهيم الخطيب رئيس قسم الهندسة الكيميائية

ابتكار

12

​ 

It always comes to the mind of an inventor.. Why should an inventor draft a patent application, and then reveal it to other parties and people who publish it to the whole community? Does this action make the invention susceptible to being stolen from someone else?

In fact, we must know what the relationship is between the inventor and society, which the patent application forms and formulates in a way that guarantees both parties their full material and moral rights.

إن طلب براءة الاختراع هو شرح كامل لتفاصيل الاختراع الذي توصل إليه المخترع بشكل مفهوم، يستطيع رجل المهنة المختص بمجال الاختراع تنفيذ الاختراع بشكل واضح، حيث يتم إيداع طلب براءة الاختراع للجهة المسؤولة في الدولة والمختصة بمنح براءات الاختراع التي بدورها تقوم بنشر طلب براءة الاختراع  للمجتمع، وغالباً ما يتم ذلك إلكترونياً، وبعد مدة تصل إلى 18 شهراً من تاريخ إيداع طلب البراءة، لذلك نستطيع القول إن المخترع قدم إضافة للمجتمع بموافقته على نشر اختراعه، مما يسهم في تقديم إضافة تقنية للمجتمع مقابل أن يحصل على حق استئثاري يخوله منع استخدام أو إنتاج أو تنفيذ الاختراع دون إذنه في حال حصل على براءة الاختراع. أيضاً لن يمنح أي مخترع آخر اطلع على طلب براءة الاختراع الذي نشر من قبل الجهة المسؤولة عن البراءات من أن يحصل على براءة اختراع؛ سواء كان إيداعه في نفس البلد أو في بلد آخر. وبذلك تم حفظ حق المخترع، سواء تم منح طلبه براءة اختراع أو لم يمنح لسبب آخر.

من هنا تكمن أهمية صياغة طلب براءة الاختراع بشكل يضمن للمخترع حفظ حقوقه، فإن إهمال ميزة تقنية قد تكون مهمة لتنفيذ الاختراع أو تطويره أو ضعف في الوصف قد يتسبب بضياع أموال طائلة إذا كان للاختراع قيمة اقتصادية عالية، لذلك وعلى مستوى دولي هناك مختصون فقط لصياغة طلب البراءة بتخصصات تقنية مختلفة، ولكن هذا لا يعني ألا يكون للمخترع أيضاً القدرة والمعرفة في كيفية صياغة طلب براءة اختراع، وسنحاول هنا في هذا المقال إعطاء أهم السمات الرئيسة التي يجب أن تتوافر في طلب براءة الاختراع.

 

مكونات طلب براءة الاختراع

طلب براءة الاختراع له مكونات وأجزاء شبه ثابتة لدى جميع المكاتب المختصة بالبراءات، قد تختلف بالترتيب ولكن غالباً تشتمل:

  • اسم الاختراع.
  • ملخص الاختراع.
  • الخلفية التقنية للاختراع.
  • الوصف العام للاختراع.
  • الوصف التفصيلي للاختراع.
  • الرسومات الموجزة إن وجدت.
  • المطالبات (عناصر الحماية).

وننصح دوماً المخترع بالاطلاع على نظام براءات الاختراع الخاص بالجهة المختصة بالبراءات (السعودية: المكتب السعودي للبراءات) ولائحته التنفيذية، وذلك لصياغة طلب البراءة ليتوافق مع نظام البراءات واللائحة التنفيذية حتى لا يرفض الطلب لعدم موافقته النظام و/أو لائحته. 

جدير بالذكر أن المكتب السعودي للبراءات يقدم قوالب جاهزة، يمكن تحميلها عبر موقعهم، تمثل أجزاء الطلب، ويتطلب من مقدم الطلب تعبئتها إلكترونياً مع مراعاة الشروط المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية لنظام براءات الاختراع، ومن ثم إيداعها إلكترونياً عبر البوابة الإلكترونية للمكتب السعودي للبراءات.

 

وسنتطرق الآن لأهم الملاحظات على أجزاء طلب براءة الاختراع:

 

أولاً: اسم (عنوان) الاختراع:

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن اسم الاختراع الجيد يسهم في حفظ حق المخترع، ويتحقق ذلك عندما يكون اسم الاختراع يصف تحديداً الاختراع، بحيث يسهل الوصول لطلب البراءة بشكل مباشر. ولتحقيق ذلك لا بد أن يكون اسم الاختراع يمتاز بالتالي:

  • اسماً موجزاً قدر الإمكان للاختراع.
  • الابتعاد عن الأسماء التجارية أو الوصفية مثل قلم ذكي، سيارة اقتصادية، ساعة روليكس.

 

ثانياً: ملخص الاختراع:

يفترض بملخص طلب البراءة أن يتطرق إلى وصف موجز عن الاختراع، ولأي مجال تقني ينتمي، وأجزائه الرئيسة، مع اختيار رسم واحد على الأقل، والذي يمثل أهم أجزاء الاختراع إن وجد. وغالباً يفترض بالملخص ألا تتجاوز عدد الكلمات فيه من 250- 300 كلمة.

 

ثالثاً: الخلفية التقنية للاختراع:

ويقصد بالخلفية التقنية هي ما تم تقديمه في الفن السابق (كل الاختراعات السابقة) قبل تاريخ إيداع طلب البراءة الحالي.. لذلك يطلب من المخترع أن يذكر في هذا الجزء كل و/أو أغلب الوثائق التي تسبق الطلب الحالي التي لها علاقة مباشرة بالطلب مع ذكر الحل التقني الذي تم تقديمه في تلك الوثائق والعيوب التقنية التي اكتشفها و/أو لاحظها المخترع، ومن ثم وجد حلاً مختلفاً و/او أكثر فعالية من تلك الحلول السابقة، فيذكره بعد ذكره للحلول السابقة، وبذلك القارئ للطلب يعلم من أين انطلق صاحب الاختراع الحالي وإلى أين وصل تقنياً.

 

رابعاً: الوصف العام للاختراع والوصف التفصيلي:

هنا يقدم المخترع اختراعه الذي توصل إليه مبتدئاً بسرد المشكلة التقنية التي عجزت وثائق الفن السابق أن تجد لها حلاً، ومن ثم يسرد ماذا قدم من حل /حلول لتلك المشكلة، مبيناً المميزات التقنية في حله عن مميزات وثائق الفن السابق، وفي جزء الوصف التفصيلي يصف بشكل دقيق كيف يمكن تنفيذ الحل المقدم في الاختراع مقروناً بالأمثلة الوصفية (ما أمكن) التي تشرح كيفية تنفيذ الاختراع من رجل المهنة، كما يجب وصف الاختراع بالإشارة للرسومات التوضيحية متى ما توافرت.

 

خامساً: المطالبات (عناصر الحماية):

يعد هذا الجزء أهم جزء في طلب براءة الاختراع، وذلك لأنه يحدد حجم الكعكعة التي يطالب المخترع أن يحتكرها لنفسه ويمنعها عن الآخرين، ومن هذا الجزء يحكم على الطلب أنه جديد أم لا، ابتكاري أو يفتقد للخطوة الابتكارية.. وأخيراً قابل للتطبيق الصناعي أم لا، وهي شروط الحصول على براءة اختراع، لذلك يوجد عدد من الشروط الواجب اتباعها عند صياغة عناصر الحماية للطلب، ولعل أهمها أن تكون عناصر الحماية مدعومة (مشتملة) في الوصف العام و/أو الوصف التفصيلي، وألا تطالب عناصر الحماية بأكثر مما تم اختراعه، بالإضافة إلى شروط أخرى قد نجد مناسبة أخرى للتطرق إليها.

ختاماً لا تنزعج إن أحسست أن صياغة طلب براءة الاختراع أمر صعب نظرياً، ستجده سهلاً بعد اطلاعك لوثائق طلبات براءات اختراع سابقة، وملاحظتك إلى طريقة صياغتها ستجدها تكتب بنفس الطريقة، مع أنها طلبات اختراع مختلفة.

 

هل استفدت من المعلومات المقدمة في هذه الصفحة؟

0 من أصل 0 زوار أعجبوا بمحتوى الصفحة