نسخة تجريبية. للعودة إلى الموقع السابق، اضغط هنا
د.صلاح صالح معمار
إبداع
14
في البداية يجب أن نتفق أن هناك فرقا بين المشهور والمؤثر، وبين الانبهار والتأثير، وبين التأثير الافتراضي والواقعي. التأثير عملية عميقة ليست لحظية تتم بعد مرحلة الانبهار بمشهور عبر العالم الافتراضي وتقليده لفترة بسيطة، بل عملية معقدة طويلة ومرحلية، الوصول لها يتطلب عبور جسور الثقة مرورا بمحطات الخبرة والتجربة التي تجعلك مجموعة إنسان يملك معرفة ومهارة للتأثير على الآخرين، وقبل هذا عقلية راغبة وقادرة على التأثير على الآخرين.
تقول فان إدواردز إنها اكتشفت أنه إذا كنت ترغب في إثارة المشاعر والتأثير على الناس، عليك ضخ الدوبامين في دماغ الآخرين! وتحفيز مادة الدوبامين يكون من خلال رفع سقف المتعة والمكافأة والتحفيز والحب لديك ولدى الآخرين حتى تتأثر وتؤثر. لذا من المهم أن يكون مستوى الفضول العاطفي لديك عاليا حتى تجعل الآخرين يشعرون بالأهمية، فسؤالك عن حالة الآخرين العاطفية يشبع حاجة مهمة لديهم، وهذا الإشباع تجعلهم ينظرون إليك على أنك مؤثر. من المهم طرح الأسئلة المفتوحة التي تجعل الناس يتحدثون عن أنفسهم وأسرارهم، وهذا سيساعدك على بناء علاقة عميقة حسب ما ذكرت الباحثة ديانا تامير.
الدماغ يتأثر بشكل كبير بالقصص، وقدرتك على تحفيز عقول الآخرين من خلال القصص هو إحدى أدوات التأثير والتأثر، وكثير من المؤثرين ربما لا يملك إلا هذه الأداة ومع ذلك لديه عدد كبير من المتأثرين. ورواية القصص تحتاج مجموعة من المهارات سواء في اختيار القصة، وتوقيت سرد القصة، وطريقة سرد القصة، والحوار ما قبل وبعد سرد القصة. وكذلك تحتاج لغة قوية سواء لغة لفظية أو جسدية، فاللغة هي لغة نداء أو تنفير، فكلما كانت لديك لغة قيادية في قولك وجسدك كان تأثيرك أوسع وأكبر وأعمق.
الناس تهرب من الشخص المثالي المتظاهر بالقوة! وتتأثر من الشخص المنفتح في مشاعره على الآخرين الذي يذكر نقاط ضعفه، والذي لا يشعرهم بالدونية أو أنه أفضل منهم وأنه هو محور الكون. وكذلك لقد تبين أن طلب المساعدة هو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها، ويعرف هذا باسم تأثير بنجامين فرانكلين، وذلك من خلال طلب نصيحة وآراء الآخرين والبحث عن توجيهاتهم وهذا يشعرهم أنهم قيمة مضافة، وبالتالي تزداد رغبتهم في التواصل معك ويشعرون أنك مؤثر.
لقد تبين أن الناس تتباين في طريقة الحوار المؤثر، لذا يجب أن تملك القدرة والرغبة في حوار الآخرين بالطريقة التي يحبون لا بالطريقة التي تحب. فمنهم من يحب الحوار العقلاني المبني على المنطق والأدلة، ومنهم من يميل للحوار العاطفي، ومنهم من يميل للحوار الذي يثير الفضول ويفتح المجال لمزيد من التأمل والتساؤل، ومنهم من يميل للحوار المبني على حلول ومقترحات إجرائية، ومنهم من يميل للحوار الذي يسمع فيه أكثر مما يتكلم ومنهم العكس.
- لديها فضول عاطفي
- بارعة في القصص
- منفتحة تقبل التوجيه
- تحاور بذكاء
هل استفدت من المعلومات المقدمة في هذه الصفحة؟
زوار أعجبوا بمحتوى الصفحة