نسخة تجريبية. للعودة إلى الموقع السابق، اضغط هنا
محمد عوض
الموهبة
16
من المعروف في جميع المجتمعات البشرية أن المتميز في أي من المجالات يأخذ حق هذا التميز تقديراً و عرفاناً و تشجيعاً، ولكن يسبق كل ذلك خطوات يجب أن تتبع للوصول لتلك النقطة من الإبداع، فإذا تمتعت بموهبة ما فإنك لا بد و أن تتمتع بالموهبة أيضاً في تقديمها وتنفيذها والاستفادة والاستثمار من خلالها.
أولاً هل سألت نفسك ما هو مدى طموحك الذي تختص به فكرتك أو مشروعك ؟.. إن الإجابة على هذا السؤال ستحدد المدى الذي يمكن أن تصل إليه في الواقع بقليل من الصبر، فلو فرضنا أنك تنوي أن تجعل اختراعك أو ابتكارك هو حديث العالم مثلاً، فإنك في البداية لابد و أن يكن ذلك المشروع هو حديث حياتك من الأساس.
يجب على كل مخترع أن يضمن ملكيته الفكرية في مشروعه أو جهازه بالطرق القانونية عن طريق تسجيل براءات اختراع في مكاتب معتمدة إما محليا أو دوليا، ثم بعد ذلك فكر في الانطلاق .
يجب أن يجد الموهوب علمياً الميزة في موهبته تلك، وإذا كان لديه اختراع أو فكرة فإنه يجب عليه الوقوف على مقدار استفادة جموع الناس منها، ولا يخفى عليك أنه إذا وجدت حاجة الناس لديك، فإنك ستجد كل حاجاتك لديهم سواء مالية أو علمية أو على أقل تقدير نفسية .
يجب على المخترع أو المبتكر أن يستثمر ما في يديه من إمكانيات سواء معارف أو أموال أو تخصصات أو أي من أشكال المميزات التي تساعد في تعميم الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع، وحسن استهلاك الشخص لموارده في مثل تلك المواقف يضعه في نصف طريق النجاح دفعة واحدة، وأما النصف الآخر فيكمن في القدرة في توفير ما لم يكن في حوزتك .
يأتي بعد الإمساك بكل خيوط الفكرة ومقوماتها وقنواتها وممولوها أهم جزء ألا وهو التخطيط الجيد وترتيب اتخاذ الخطوات، وهو الأمر الذي ينكشف أمامه الكثير من الأحلام ويذهب منها كثير خلف الذاكرة في غياهب الفشل، لكن خطط جيداً ورتب ماذا تريد أولاً بأول وحقق وضع خططاً بديلة للنجاح، اطلع على كل ما هو جديد في مجالك المفضل، واطلع أيضاً على آخر براءات الاختراعات، فإذا كان طعم النجاح جميل، فإن طعم التميز أجمل.
و لنفترض أنك توصلت إلى مؤسسة أو رجل أعمال سيتكفل بإنتاج وتصنيع فكرتك أو مشروعك، ذلك بالطبع سيكون أمر جيد، و لكن لابد وأن تضمن حقك ونسبة وهامش ربحك كمالك للفكرة، وأن يكن لك الحق في أوجه استغلالها، كن فاعلاً في مشروعك ولا تتركه أبداً حتى لو تنازلت عن جزء من استغلاله .
في النهاية من يحدد مدى استفادتك من فكرتك هو أنت، و من يخترع ويبتكر فعليه استثمار اختراعه وابتكاره بصورة مبتكرة أيضاً، ويوجد نماذج في جميع دول العالم على ذلك، فهل تعلم أن أكثر موقع زيارة في العالم هو شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الذي كان مجرد فكرة لطالب في الجامعة أصبح من أثرياء العالم الآن ويدعى "مارك زوكربرج"، هل تعلم أن "ستيف جوبز" هو مؤسس شركة "آبل" من أفكاره الخاصة وطور من خلالها منتجات "آيباد" و "آيفون" الشهيرة و التي أصبحت تحتل نصيب الأسد من سوق الأجهزة الذكية في العالم ..
باختصار.. إذا كنت مبدعاً في اختراع أجهزة و أفكار جديدة.. فإنك بلا شك تحتاج أن تكون مبدعاً في كيفية التصرف فيها.
هل استفدت من المعلومات المقدمة في هذه الصفحة؟
زوار أعجبوا بمحتوى الصفحة