نسخة تجريبية. للعودة إلى الموقع السابق، اضغط هنا
موهبة
الموهبة
29
التحديات التي تواجه معلم الموهوبين
يعتقد الكثير من المتخصصين، خصوصاً أولئك المهتمين بمجال الموهبة والإبداع، أن معلمي الموهوبين أشخاص لديهم القدرة على الإجابة عن أي سؤال، وأن خبرتهم المهنية هي ما تجعل الحياة أمامهم ممهدة نحو المثالية، كما يُنظر إلى معلم الموهوبين بأنه القدوة وهو الأفضل على الإطلاق، إلا أن هذه الاتجاهات -نحوه- قد تدفعه للشعور بالإحباط واليأس معظم الأحيان، خاصة أمام الأعداد الكبيرة من الطلبة الموهوبين، فهناك معلومة تفيد بأن كل معلم موهوبين يقابله اثنا عشر طالباً موهوباً من جميع المراحل الدراسية، ويُشكلون شعلة متوقدة من الحماس والنشاط، فعدد الطلبة ونوعيتهم يمثل أحد التحديات الأساسية التي تتحدى قدرات وإمكانات وتأهيل معلم الموهوبين.
يذكر أحد معلمي الموهوبين: "كونك معلم موهوبين ليس بالمهمة اليسيرة، فنحن كغيرنا من المعلمين نخضع لمهام معينة، وقد نفشل في تنفيذ بعضها، كذلك قد لا نكون تواقين حيال مهام أخرى، فلا نستعد لأدائها على أكمل وجه".
بالمقابل يفيد بعض معلمي الموهوبين بأن ما يدفعهم للعمل هو حس الفكاهة التي يتمتعون بها، إضافة إلى تمسكهم بأفكارهم وطاقتهم الإنتاجية العالية، والاحترام المتبادل بينهم وبين الطلبة الموهوبين، فضلاً عن تمتعهم بمهارات لغوية عالية، وإجادتهم مهارات حسابية متقدمة. وعلى الرغم من أن هذه الصفات التي يصف بها معلمو الموهوبين أنفسهم، قد توحي للبعض بأن معلم الموهوبين على درجة احترافية أعلى من غيره من المعلمين العاديين، لكن هناك من يقول "كي أستطيع تعليم الطلبة الموهوبين جيداً، وتزويدهم بكل ما يحتاجون إليه من تعليم خاص، عليّ أن أطّلع وأتعلم كل شيء".
السؤال الأهم هنا، هل من المفترض أن يكون معلم الموهوبين موهوباً؟ أجابت إحدى المربِيات وهي سوزان وينبرت (Susan Winebrenner) عن هذا السؤال من خلال تجربة شخصية مرَّت بها، قائلة: "لقد كنت قلقة حيال هذا الأمر عندما التحقت أول مرة بالبرنامج التدريبي المحلي لمعلمي الموهوبين، فلقد كنت في المعهد تلك الطالبة التي تعمل بجد، وتنهل من جميع المواضيع والمناهج المطروحة فيما يتعلق بالموهوبين، وعلى الرغم من كل ما بذلته خلال فترة التدريب، إلا أني لم ألحظ اتصافي بملكة الموهبة، ولم يلاحظها أيضاً المدربون من حولي، إلى أن أدركت مع مرور الوقت الإجابة عن تساؤلي: "هل من المفترض أن يكون معلم الموهوبين موهوباً؟ وكانت الإجابة بالطبع لا، فالمعلم الناجح في التعامل مع الموهوبين ليس موهوباً، بل يمتلك بعض صفات متنوعة أكاديمية واجتماعية ونفسية وغيرها، والتي يستجيب لها الطلبة الموهوبون بإيجابية عالية"، وهي كالتالي:
كتب البروفيسور جيمس ديلايل **(James Delisle) لمعلمي الطلبة الموهوبين المبتدئين في المجال، رسالة خاصة تستند إلى تجربته السابقة في تعليم الموهوبين، ومن أجمل ما حوته الرسالة المقطع التالي: "لا تصدق كل ما تقرأه"، ويقصد بها الكتب التي أُعدت لتوجيه ونصح معلمي الموهوبين المبتدئين، معللاً ذلك بأنها جميعها لم تخضع لتطبيق عملي واقعي وإجرائي داخل فصول الموهوبين، وطلب بدوره من معلم الموهوبين المبتدئ أن يعتمد على أفكاره الخاصة وتجاربه الشخصية، والتي من شأنها أن تسهم في تطوير أدائه الصفيّ.
وبالمقابل فإن من أفضل الكتب المُقدمة لتطوير وتحسين أداء معلم الموهوبين المبتدئ، هو ما أوصت به الأستاذة ريتا كيولروس (RitaCulross) كمستشارة في مجال الموهبة، حيث أوصت بالكتب المتضمِّنة للأنشطة التطبيقية وإرشادات العمل مع الطلبة الموهوبين كمجموعات صغيرة أو كأفراد، وأشادت بعدد من الكتب القيّمة الموجهة لمعلمي الطلبة الموهوبين المبتدئين، مثل كتاب روبرت ميلجرام (Robert Milgram) بعنوان (تعليم الطلبة الموهوبين داخل الفصول العادية) (Teaching Gifted and Talented Learners in the Regular Classroom).
وبشكل عام؛ لا يقتصر الأمر على الكتب دون سواها، بل هناك ضرورة للتواصل مع المتخصصين في مجال الموهبة والإبداع من خلال ورش العمل، واللقاءات السنوية ما بين أولياء أمور الموهوبين ومعلميهم، فكل ذلك سيسهم في تطوير مهارات معلمي الموهوبين المبتدئين. ولا ننسى أيضاً أن صفات معلمي الموهوبين، تتأثر وترتبط كل الارتباط بتلك العقول الموهوبة الصغيرة، والخبرات التي يكتسبونها عبر تفاعلهم مع الطلبة الموهوبين، مما يجعل الكثير من هؤلاء يعتقدون بأنهم موهوبون.
هل استفدت من المعلومات المقدمة في هذه الصفحة؟
زوار أعجبوا بمحتوى الصفحة