يحمل هذا العنوان خلاصة تجارب حقيقية في ممارسة تقديم حقائب إثرائية وأدوات ونماذج ابتكارية، تُساهم في دعم التفكير الابتكاري لدى المبتكرين صُنَّاع التغيير، في وقت يُدرك فيه الجميع أهمية التحول العالمي نحو مؤشرات الابتكار العالمية للدول والأفراد.
ولا تنفك المنظمات الحكومية والخاصة تعمل للمساهمة النوعية في بناء القدرات ورفع كفاءة الأفراد في مجال الابتكار؛ لضمان التحول المؤسسي الابتكاري الذي تسعى إليه المملكة العربية السعودية ومُعظم المُنظمات العالمية.
وحقيقة الأمر، يظل شغف المبتكرين والموهوبين من أكثر مواردنا التي نسعى إلى استثمارها بجهود تكاملية منذ مراحل عمرية مُتقدمة، والتي تظهر فيها الثقة الإبداعية الابتكارية بصورة أوسع، إذ يعرف Dr. John Kao, مؤسس شركة EdgeMakers الابتكار بأنه ("الإبداع الفطري الموجود داخل كل طفل، في انتظار إطلاق العنان له" ، كما يعرف (Zhuang,1995:14) بأنه عقلية ديناميكية تتطلب أن يكون التفكير الابتكاري أحد مُدخلاتها لتطوير أفكار جديدة أو خلق استخدامات جديدة للمنتجات القائمة، مع التأكيد أن التجديد يجب أن يكون شيئاً أفضل.
ونظراً لتعدد الأفكار وندرتها في تطوير منهجيات الابتكار والتدريب عليه منذ عمر العشر سنوات، يعمل العاملون في مجال الابتكار على إيجاد نموذج فعلي، يمكن تطبيقه بمرونة؛ سعياً لنشر مهارات وأدوات الابتكار العلمية.
في رحلة مُبتكر من الثقافة إلى البناء تُعد الأدلة العلمية التطبيقية حلاً استراتيجياً لدعم الابتكار، لقيادة صُنَّاع التغيير من المُبتكرين إلى ممارسة الابتكار وتعلمه من الثقافة إلى البناء،
وقد ارتكزت منطلقات رحلة مُبتكر من الثقافة إلى البناء بعد تحليل عدد من المدخلات أهمها:
- مؤشر الابتكار العالمي (GLOBAL TALANT COPMETITIVEENESS INDEX)* .
- الاتجاهات والنظريات الحديثة في الإبداع والابتكار.
- مهارات القرن الحادي والعشرين.
- الممارسات الميدانية الفعلية في بناء الثقافة الابتكارية.
- ندرة المراجع العربية التي تحمل الصبغة العلمية التطبيقية.
ومن المُلاحظ أنه لا بد من تزويد المُبتكرين صُناع التغيير بأنشطة وأدوات نموذجية، وفق محطات مدروسة، تبدأ فيها رحلة المُبتكر بمحطة التأسيس، والتي تعنى بنشر ثقافة الابتكار لدى المُبتكرين صُنَّاع التغيير، ثمَّ تنتقل إلى محطة التوسع، والتي تتضمن أدوات تساهم في إكساب المُبتكر أدوات ومهارات، تمكنه من الإلهام وتوليد الأفكار الإبداعية وتصميم الرسومات الأولية، وصولاً به إلى القدرة على إنتاج الفكرة وتحليلها، ونقدها، وإدارة المخاطر فيها، ليصل في محطته الأخيرة إلى التركيز، وفيها تتم عملية التصميم الابتكاري، لينعكس جميع ما امتلكه من أدوات ومهارات في قدرته على الثقة الإبداعية، وصناعة نماذج أولية تنافسية، يمكن مُشاركتها وعرضها، وقد تمّ إرفاق آلية استخدام هذا الكتاب لتكون دليلاً تطبيقياً إرشادياً للعمل عليه.