7 نصائح لزيادة الإبداع عند الأطفال

Artical26april2020bb

باسم جفال - استشاري الابتكار

إبداع

13

​​​​

​ 

في دراسة أجرتها وكالة ناسا لعلوم الفضاء، وجدوا أن نسبة الإبداع عند الأطفال بعمر خمس سنوات، تبلغ ٩٨٪، لكنها تقل إلى ٣٠٪ إذا بلغوا سن العاشرة، واكتشفوا أن نسبة الإبداع تظل تقل وتنقص كلما تقدمنا في العمر. كم تتوقعون نسبة الإبداع التي وجدوها عند من هم في الحادية والثلاثين من العمر؟ نسبة مفاجئة للغاية!
إذا أردت أن تحافظ على نسبة الإبداع عند أبنائك فإليك بعض النصائح:
 
أولاً: عوّدهم على تقبّل الفشل:
 هل تذكرون عدد المحاولات الفاشلة التي قام بها توماس أديسون قبل أن ينجح في اختراع المصباح الكهربائي؟ لقد فشل 10,000 مرة! وكان يقول: "أنا لم أفشل، بل وجدت 10,000 طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها". بحسب الباحثة في جامعة ستانفورد الأمريكية ومؤلفة كتاب "العقليات" (Mindset)، كارول دويك، إن الأطفال الذين يخشون الفشل هم أقل قدرة على التفكير الإبداعي. إذا شعرت بأن ابنك يخاف من الفشل أو أنه يتوقف عند أول محاولة فاشلة، فعليك أن تتقرب منه وتطمئنه وتذكّره بأن كل محاولة فاشلة تقربنا من النجاح أكثر. والمبدعون هم الذين يتعلمون من الأخطاء، لتكون محاولتهم التالية أفضل وأفضل. ذكّره كيف تعلّم قيادة الدراجة الهوائية (السيكِل) أول مرة، ماذا لو استسلم وترك التعلّم عند أول محاولة فاشلة في ذلك الوقت؟
 
ثانياً: أفسح مجالاً للفوضى:
 
 لقد توقفت عند هذه النقطة، وشعرت بأنني شخصياً مقصر فيها مع أولادي. نحب جميعاً أن تكون بيوتنا مرتبة ونظيفة، ونحب أن ننعم ببعض الهدوء، خصوصاً بعد يوم حافل بالعمل، لكن ينبغي أن نتذكر أن ما قد نجنيه من بناء أطفال مبدعين لا يُقدّر بثمن. فلنعطي أولادنا فرصة لإحداث شيء من الفوضى أثناء الرسم، وأثناء بناء تلك المجسمات الكرتونية، بل وأثناء إلقاء تلك الخطب والكلمات والنقاشات، وغيرها من الأنشطة.
 
 
 
ثالثاً: قلِّل من الوقت أمام الشاشات: 
 
هناك الكثير من الدراسات التي تحدثت عن تأثير الجلوس الطويل أمام الشاشات على دماغ الأطفال والصحة النفسية لهم، وأعلم أن الأمر يزداد سوءاً، وأكثرنا بات يفقد السيطرة، لكن ينبغي أن نعيد التفكير بالموضوع ونجدد المحاولة. بحسب الجمعية الكندية لعلم وظائف الأعضاء، فإن الوقت المسموح به أمام الشاشات هو ساعتين في اليوم فقط لمن هم فوق سن الخامسة. وتقع على الوالدين مسؤولية إيجاد البديل، مثل ممارسة القراءة أو الرسم أو اللعب بأشكاله وألوانه.
 
 
 
رابعاً: نمّ لدى طفلك التفكير المستقل: 
 
حاول أن تعطي ابنك خيارات يختار من بينها ولا تلزمه دوماً برأيك. تقبّل بعض الأمور التي قد يطلبها ولا تتواءم دوماً مع ما تفضّل أو تريد. اسمح له أن يقرر ماذا يفعل وماذا يأكل وماذا يقرأ، بحدود الدين والآداب. إذا أراد ابنك/ابنتك أن يساهم في إعداد غداء اليوم فاسمح له بذلك، اجعل المطبخ كمختبر علمي، بما يحتويه من مكونات مختلفة، اجعلها فرصة للأولاد للتعلّم والاستكشاف.
 
 
 
خامساً: أكثِر من العبارات التحفيزية: 
 
لقد أثبتت الدراسات أن الألفاظ السلبية مثل: "أنت لا تفهم"، "أنت غبي"، "أنت عديم الفائدة" وغيرها، فضلاً عن أنها قاتلة للإبداع، فإنها قد تتسبب في مشاكل نفسية تصاحب الطفل إلى مراحل متقدمة من عمره ونحن لا نشعر. وفي المقابل فإن عبارات الإشادة والتحفيز ولو على التقدم اليسير، ولو على الإنجاز البسيط، فإن لها أثراً عظيماً في زيادة إبداع الطفل وثقته بنفسه وتطوّر شخصيته.
 
 
 
سادساً: اتركه وحده: 
 
من الجيد أحياناً أن نترك الأولاد وحدهم، يجرّبون ويغامرون. إذا شعر الطفل بأنه تحت المراقبة باستمرار، فقد يكون أقل إقبالاً على المخاطرة والتجريب، مما يقلل من إبداعه. إذا شجعت الاستقلالية وتركت للطفل مساحة من الحرية، فسترى خيال طفلك يزدهر. إذا رأيت طفلك منخرطاً بالرسم أو البناء، فلا تقتحم عليه وتبدأ بالسؤال: "ماذا ترسم؟" أو "ماذا تصنع؟" فهذا قد يخرجه من منطقة الإبداع التي دخلها وأبحر فيها. فقط، أعدّ لنفسك كوباً من الشاي أو القهوة واستمتع بالمراقبة دون أن يشعر.
 
 
سابعاً: حفز على خوض التحديات: 
 
وهذه من الطرق التي جرّبتها مراراً ولها آثار إيجابية عظيمة. أعطِ أولادك تحدياً أو مشكلة معينة، واطلب منهم أن يجدوا حلاً إبداعياً لها. يمكن أن تعطيهم يوماً أو يومين أو أكثر للتفكير وبناء النموذج الأولي للحل. ويمكن أن يعملوا منفصلين أو كفريق واحد. ابدأ بالتحديات السهلة البسيطة، فمثلاً، علبة الأقلام التي عندنا في البيت قد امتلأت، فطلبت منهم أن يصمموا علبة جديدة تتسع لجميع الأقلام. ومرة طلبت منهم أن يصمموا حافظة لريموت التلفاز، ومؤخراً طلبت منهم أن يصمموا لعبة مميزة لينشغل بها ابننا الأصغر -عمره حوالي سنة ونصف- بينما نصلي التراويح معاً في البيت في رمضان، بعد قرار أن تكون صلاة التراويح في المنزل بسبب فيروس كورونا. اللعبة يجب أن تحافظ على انتباهه وانشغاله حتى لا يُشغلنا أثناء الصلاة، وكم سعدت وأنا أراهم يصممون الألعاب ويجربونها مع الصغير، ثم يعدّلون عليها ويعاودون التجريب.
إن الحفاظ على الإبداع الكامن في أبنائنا وتنميته مهمة ليست بالسهلة، لكنها والله تستحق العناء، فما أجمل أن نعطي أبناءنا المهارات التي يحتاجون إليها ليبتكروا لوطنهم وأمّتهم. ما أجمل أن ننمّي عندهم مهارة الإبداع التي تبحث عنها الشركات حول العالم بحسب التقارير المختلفة، ما أجمل أن نساعدهم أن يصلوا سن الحادية والثلاثين والإبداع لديهم فوق الثمانين، بدلاً من ٢٪ فقط.

هل استفدت من المعلومات المقدمة في هذه الصفحة؟

0 من أصل 0 زوار أعجبوا بمحتوى الصفحة