نسخة تجريبية. للعودة إلى الموقع السابق، اضغط هنا
31 مايو 2024
جهاد العمار شاب ريادي ناجح، ومتحدث مُلهم، عَرَف الجميع عنه الإصرار والطموح والقرارات الجريئة، وكان في كل محاضراته يقدم شكره وامتنانه "للكليجة" التي ابتدأت منها حكايته!
"الكليجة" أخرجتني من انطوائيتي:
يقول جهاد عن طفولته بأنه كان "انطوائياً" إلى حدٍ ما، فما كان من والده إلا أن قدم له "كليجة" و"بسكوت ريكو" وطلب منه هو وأخيه بأن يقوموا ببيعها أمام المسجد وهو في الصف الرابع الابتدائي!
لم يكن الدكتور عبد الله العمار -والد جهاد- يسعى إلى الـ"300" ريال التي كان يربحها جهاد، ولكنه استطاع زرع الجد والإصرار والجرأة والأهم.. الثقة.. التي كان لها بالغ الأثر في تحديد مساره مستقبلاً.
يقول جهاد عن تجربته في أحد محاضراته: "بأن أصعب ما في الموقف أنَّ عليه أن يبيع "الكليجة" بعد صلاة الجمعة أمام جمهور من المتفرجين الأطفال، لكن هذا الموقف عزز رغبته في الثبات على هدفه، وإصراره على الربح."
لم يتخذ جهاد البيع مهنة، استمر فيها لبضعة أسابيع ثم توقف.. ليتفرغ للهواية التي يحب وهي القراءة..
تعلقت بكل ما هو بحاجة إلى الاكتشاف!
كان لجهاد أخ أكبر منه يحب القراءة، فتأثر به جهاد وتعلق بالكتب، وكان يقرأ كل ما يقع تحت يديه، وبالأخص روايات الكاتب المصري نبيل فاروق، ورواياته معروفة بطابع الخيال العلمي، وقصص المخابرات والمهام المستحيلة.
في المقابل؛ كان والده مولعاً بأجهزة الحاسب الآلي، حتى أنه كتب رسالته الدكتوراه على جهاز ماكنتوش الأصلي في منتصف وأواخر الثمانينات! وتأثراً بوالده.. أحبَّ جهاد الأجهزة وتعلق بحاسوبه الشخصي، وبالأخص ألعاب الفيديو!
كان يرى جهاد في جهاز الحاسب الشخصي الكثير من البرامج التي بحاجة أن تكتشف، والكثير من الألعاب التي تحتاج إلى أن يعرف لها طريقة للحل، وقد تكون روايات الأديب المصري نبيل فاروق، أثرت عليه في هذا الجانب، حيث كان يتعامل مع كل لعبة أو برنامج كمهمة مستحيلة عليه اكتشافها.
حاسوبي: لم يكن لمجرد التسلية!
جهاز الحاسب الآلي الذي يعمل عليه جهاد في مرحلة الثانوية، لم يكن جهازاً للتسلية أو تمضية الوقت فحسب، بل كان طريقه ليكتشف ما يحب أن يكون مستقبلاً.. ببساطة؛ لقد قاده شغفه بجهاز الحاسب الآلي أن لا يتخيل نفسه في مهنة غير البرمجة أو التصميم، وبناءاً على هذا الشغف اتخذ عدداً من القرارات الجريئة!
أحبَّ الحاسب، فانسحب من برنامج ابتعاث!
بعد انتهاء جهاد من المرحلة الثانوية، تأهل لبرنامج ابتعاث خاص بأحد المؤسسات الحكومية، وكان من حقه أن يختار خمسة تخصصات، فكتب في خياراته الخمس تخصص "علوم الحاسب"، ولم يهتم باحتمالية خسارته لفرصة البعثة!
حين أُعلِنت نتائج القبول، اكتشف أنه قد قُبِل في تخصص آخر مختلف، فاتخذ أول قراراته الجريئة، وانسحب من البرنامج! قدم على برنامج ابتعاث آخر تابع لأحد المؤسسات الحكومية، وكان له ما أراد أخيراً.. فقد تم قبوله في تخصص علوم الحاسب الآلي في "جامعة كانساس".
أثناء دراسته الجامعية، اكتشف أن المواد المقررة عليه لم تكن هي ما يبحث عنه، فقرر أن يستغل وقت فراغه بأن يتعلم ما يريد بنفسه، وكان أول ما تعلمه هو برمجة وتصميم المواقع.
الكتاب الذي غيرني!تعلمت حينها أن حياة الشخص قد يغيرها كتاب!
في ذلك الوقت أيضاً، عثر جهاد في المكتبة على كتاب "The Search"، وتعلم حينها أن حياة الشخص قد يغيرها كتاب!
كان الكتاب يتحدث عن محركات البحث، وكيف تم تأسيسها، وكيف نمت وأصبحت مصدراً ربحياً كبيراً، أكثر ما أثاره هو قصة "بيل غروس" الذي أسس شركته وباعها بمليون دولار وهو لازال في المرحلة الجامعية، وبعدها بعدة أعوام أسس شركة أخرى وباعها بعشرة ملايين، بعدها أسس محرك بحث باعه على "ياهو" بمليار دولار.
الشركات الكبيرة لا تبدأ بالضرورة بعشرة أشخاص وبقروض من البنك، بل قد يبدأها فرد واحد وبمبلغ بسيط.
يقول جهاد: تعلمت من هذه التجربة أن الشركات الكبيرة لا تبدأ بالضرورة بعشرة أشخاص وبقروض من البنك، بل قد يبدأها فرد واحد وبمبلغ بسيط، خاصةً شركات الانترنت.. كما تعلمت أن الوظيفة ليست الخيار الوحيد الذي ينتظر الشخص بعد تخرجه من الجامعة بل في يده أن يصنع مشروعه الخاص.
ودائماً ما كان يؤكد جهاد، أنه ونظراً للإقبال السعودي على الانترنت وكثرة مستخدميه، لن يستغرب بأن يكون لدينا في المستقبل القريب ألف مليونير ومليونيرة من المبرمجين والمطورين السعوديين، الفرصة متاحة للجميع تحتاج إلى هدف، وطموح، وعزيمة!
رؤيته الطموحة لقيِّم.. جعلته يقوم بثاني قراراته الجريئة!
بعد تخرج جهاد من الجامعة كان ملزماً بالوظيفة للشركة التي ابتعثته وفقاً لشروط الاتفاق، وأثناء عمله، وفي عام 2006 تحديداً، استطاع أن يطلق موقعه الذي اشتهر به وهو موقع قيِّم لتقييم المطاعم!
بعد انتهاء فترة الالتزام اتخذ ثاني قراراته الجريئة وقدم استقالته من الوظيفة التي قد يحلم بها الكثير، ليتفرغ لقيِّم- مشروعه الحُلم!
لم يكن لدي الكثير من الضمانات، سوى أني أهوى عملي، وأن لديّ حلم، وأني مصر جداً جداً على تحقيقه..!
لم يكن لديه الكثير من الضمانات، سوى أنه يهوى عمله، وأن لديه حلم، وأنه مصر جداً جداً على تحقيقه..! وكان له ما أراد، فقد تلقى الدعم من "بادر" لحاضنات التقنية، وهو برنامج يهتم بالمشاريع التقنية الناشئة، فوفرت له بادر المكتب الذي يستطيع من خلاله إدارة عمله.
أما الآن، فقد أصبح "قيِّم" موقعاً جديراً باستقطاب المستثمرين، فاستثمرت فيه الوطنية للإنترنت، وعبدالرحمن طرابزوني، الأمر الذي يشي بنجاح الموقع، ويعد بمستقبل واعد ومشرق لجهاد العمار.
مشاريع جهاد العمار:
1. موقع قيم
يتيح الموقع للناس مشاركة خبراتهم حول المحلات التجارية، وبناء أدلة تمكن الناس من معرفة أفضل المحلات التجارية حسب آراء الآخرين، وهو كمرحلة أولى مقتصر على تقييم المطاعم.
والموقع من فكرة وبرمجة جهاد العمار، ساعده في تأسيسه وإدارته زياد الغنام، ويعتبر أحد المشاريع المحتضنة من قبل بادر لحاضنات التقنية.
ما يميز قيِّم، خلافاً لأصالة فكرته، وكونه أحد أوائل مواقع الـ WEB2.0 العربية التي تعتمد في محتواها على الجمهور- أنه يعتبر شركة انترنت سعودية 100%، وقصة نجاح ملهمة لشاب ريادي كان له هدف، وكان جريئاً بما يكفي ليصل إلى هدفه!
هو موقع قام جهاد بتأسيسه أثناء فترة الدراسة الجامعية، هادفاً بأن يقدم الموقع نظرة معاصرة أكثر للصحابة، طور العمل على الموقع قدرات جهاد كمبرمج ، وشاركه فيه الكثير من الأصدقاء والمصممين والفنانين بتصميمات معروضة على صفحات الموقع.
3- المدونة والمدونة الصوتية "إرهاصات جهاد":
أسسها جهاد في عام 2005، وكانت- على حد علمه- أول مدونة صوتية عربيه، حتى أنه قام بنقاش طويل على صفحات المدونة إلى أن تم اختيار كلمة "مدونة صوتية" كمقابل عربي لكلمة Podcast الانجليزية.
4- المدونة المرئية "في عالم التقنية هذا الأسبوع":
أسس هذا المشروع: سعد القحطاني وسعود الشريهي، وتعتبر أول مدونة مرئية عربية عند بدايتها في عام 2007. شاركهم جهاد بالتقديم في البداية وقدم عشرات الحلقات. كما قام بتغطية معرض جايتكس في الرياض لعدد من السنوات، وعقد عدداً من المقابلات مع المؤسسات المشاركة، مستعرضاً منتجاتها التقنية الجديدة.
لعبة يعمل جهاد الآن على تطويرها مع صديقه عصام الشهوان، وتم حتى الآن إطلاق النسخة التجريبية منها، وتحتوي على خمسة مراحل، وذلك على موقع تاكو الألعاب.
"يعمل الآن جهاد على موقعهِ قيم، طامحاً أن يكون موقعه قصة نجاح ملهمة تشجع الشباب والشابات السعوديين والعرب إلى تأسيس شركاتهم الخاصة، وإلى الفاعلية في تأسيس مشاريع الإنترنت."
هل استفدت من المعلومات المقدمة في هذه الصفحة؟
زوار أعجبوا بمحتوى الصفحة